مخاوف من تأثر الناتج المحلي.. قطاعات حيوية ضمن الأكثر تأثراً من الزلزال في تركيا

0

ترك برس

يوما بعد يوم تظهر حجم الخسائر الناجمة عن الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا مؤخراً، إذ تباينت التقديرات حول حجم هذه الخسائر، فيما تصدرت قطاعات معينة قائمة أكثر تعرضاً لأضرار الكارثة.

وفي الوقت الذي قدر فيه بنك “جي بي مورغان” (J.P. Morgan) الأميركي حجم الخسائر المباشرة نتيجة الزلزال بـ 25 مليار دولار، قدر “اتحاد الشركات والأعمال في تركيا” الخسائر بنحو 84 مليار دولار، وإلى الآن لم تصدر أي جهة رسمية تركية تقديرا رسميا لحجم هذه الخسائر.

ولم يتوقف حجم الأضرار على الآثار المباشرة للزلزال، بل شمل أيضاً عددا من القطاعات الاقتصادية الأخرى التي توقفت عن العمل بشكل جزئي نتيجة تأثر البنية التحتية لعدد من المرافق الحيوية.

أثر الزلزال على القطاع الزراعي

في القطاع الزراعي الذي يمثل نسبة لا يستهان بها من الدخل القومي التركي، أثر الزلزال على المناطق الجنوبية التي تضم مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية، فأدى إلى نزوح 60% من سكان المناطق المتضررة إلى المناطق الآمنة، بالإضافة إلى ضحايا المباني المتهدمة من الأيدي العاملة، وهو ما أدى إلى توقف شبه كامل في قطاع الإنتاج الزراعي في هذه المناطق.

وتعتبر تركيا سابع أكبر منتج زراعي في العالم، ويبلغ عدد العاملين في الزراعة 270 ألفا حسب الإحصائيات الرسمية، وتبلغ نسبة الأراضي الزراعية حوالي 31.1%، بينما يبلغ الناتج الزراعي لهذه الولايات ما نسبته 14% من إجمالي الناتج الزراعي.

رئيس قسم الاقتصاد الإسلامي في جامعة صباح الدين زعيم بإسطنبول الدكتور عبد المطلب أربا، قال للجزيرة نت إن القطاع الزراعي لم يتأثر بشكل كبير بفعل الزلزال، حيث قامت الدولة بتوفير دعم وحوافز كبيرة للمزارعين والمستثمرين.

لكنه أشار إلى أن التخوف الأكبر هو حدوث هجرة للعاملين في هذا القطاع إلى المدن، وهو ما سيؤثر على الأيدي العاملة في هذا المجال، ويعتقد أن هذه الكارثة لو أصابت دولة أخرى بهذه القوة وعلى هذه المساحة لن تتعافى منها بسهولة، مشيرا إلى أن الاقتصاد التركي مستمر ونشط

شاهد ايضا  مايكروسوفت طورت روبوت Copilot ليكون مساعدك الشخصي في التسوق

أثر الزلزال على القطاع الصناعي

أما القطاع الصناعي الذي يعد من القطاعات الأكثر تضررا، فتوقفت فيه مئات المصانع عن العمل بشكل كامل نتيجة الزلزال، وتشتهر الولايات المنكوبة بصناعة الصلب والصناعات الزراعية والجلدية والألبسة.

وتضم ولايتا غازي عنتاب وأضنة مدنا صناعية كبرى توقف العمل بها بشكل كامل، ومن المتوقع أن يستمر هذا الإغلاق حتى منتصف مارس/آذار المقبل، حتى إعادة تقييم وفحص الأضرار التي لحقت بهذه المصانع، كما أدى الزلزال إلى نزوح عدد كبير من الأيدي العاملة وتوقف إمدادات الغاز والكهرباء، فضلا عن تهدم عدد من المصانع بالكامل.

كيف تأثر قطاع النقل والمواصلات؟

أما فيما يخص قطاع النقل -بأنواعه البري والبحري والجوي- فيعد أيضا من أكثر القطاعات تضررا، إذ توقفت حركة الطيران في عدد من المطارات عدة أيام، بالإضافة إلى توقف حركة القطارات بشكل جزئي نتيجة تعطل خطوط السكك الحديدية، إلى جانب توقف العمل في ميناء مدينة إسكندرون في ولاية هاتاي نتيجة الحريق الكبير الذي اندلع فيه نتيجة الزلزال.

المحلل الاقتصادي التركي يوسف غراي ألب قال إن ميناء إسكندرون تعرض لبعض التلف، لكن دون أن يؤثر ذلك على حركة النقل في الميناء. وأضاف أن السفن العسكرية التركية استطاعت تأمين إيصال المساعدات إلى المناطق المتضررة عن طريق البحر عوضا عن الميناء، بحسب تقرير لـ “الجزيرة نت.”

وأشار غراي ألب إلى أن الطرق السريعة لم تتعرض إلى أضرار جسيمة، وأن الاضرار اقتصرت على الطرق الفرعية في المناطق الريفية، مضيفا أن انزلاق السكك الحديدية من 3.5 إلى 7 أمتار يؤكد أن الزلزال كان خطيرا جدا، وهو ما يتطلب العمل الجاد لصيانة السكك الحديدية لكي تكون صالحة للعمل مرة أخرى.

أما فيما يتعلق بالنقل الجوي، أشار غراي ألب إلى تضرر المدرج الرئيسي لمطار هاتاي بشكل كامل، ولم يكن من الممكن استخدامه لفترة من الزمن، وهو ما أدى إلى صعوبة في إيصال المساعدات، قبل أن تتمكن الحكومة من إصلاحه وإعادة المطار إلى العمل قبل أيام.

شاهد ايضا  "موصياد إكسبو" تهدف لربط رواد الأعمال الشباب بالأسواق العالمية

تقديرات دولية

ورغم هذه الخسائر الكبيرة في القطاعات الاقتصادية المختلفة، فقد اتفقت تقديرات مؤسسات اقتصادية دولية على رؤية متفائلة لمستقبل الاقتصاد التركي، ففي وقت سابق أشار المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي محمود محيي الدين إلى أنه من غير المرجح أن يكون تأثير الزلزال الأخير على نمو الناتج المحلي الإجمالي لتركيا بنفس قوة ما حدث عقب زلزال 1999 الذي ضرب قلب الصناعة.

وأشار محيي الدين في تصريحات له على هامش مشاركته في منتدى المالية العامة في الدول العربية في دبي، إلى أن استثمارات القطاعين العام والخاص في إعادة الإعمار قد تعطي دفعة لنمو الناتج المحلي الإجمالي بعد التأثير الأولي للكارثة على مدى الأشهر القليلة المقبلة.

Leave A Reply

Your email address will not be published.