ولأن أسلوب الحياة تغير، وأكثر الأعمال أصبحت مكتبية، والبيوت مغلقة، أصبح التعرض لأشعة الشمس قليلا فظهر نقص فيتامين دال في المجتمع، حيث بلغت نسبته %97 في بعض الدراسات وفي دراسة أجريت بجدة ونشرت في المجلة الطبية السعودية وجدت ان نسبة نقص فيتامين دال بين السعوديين تصل إلى %100.
ونقص فيتامين دال له علاقة بكثير من الأمراض، فقد وجدوا أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب لديهم في الدم مستويات منخفضة من فيتامين (د) لذلك رجَّحوا أن يكون نقص فيتامين (د) مُرتبطا بالاكتئاب. وقيل أن المستويات المنخفضة منه أثناء الحمل مرتبطة باكتئاب ما بعد الولادة. كذلك لاحظت بعض الدراسات الصغيرة أن أعراض الاكتئاب تتحسن بعد تناول مكملات فيتامين د، وأشارت بعض الدراسات إلى أن نقص فيتامين (د) يزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو الموت القلبي المفاجئ لدى الأفراد المصابين بأمراض قلبية مزمنة، ومن هنا اكتسبت مكملات فيتامين د شعبية كبيرة، وأصبح تحليل الفيتامين الأكثر طلباً بالذات في البلدان العربية.
ولكن على النقيض توصلت بعض الدراسات إلى أن مكملات فيتامين (د) لا تقي من أمراض القلب أو السكتة الدماغية، أو الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية، ولا علاقة لها بتحسين المزاج أو تخفيف الاكتئاب، فظن البعض أنها مؤامرة، لتسويق فيتامين دال، فتوقف الكثيرون عن تناوله، لأنهم يؤمنون أن الشمس تكفي، فولد البعض ولديهم نقص شديد في فيتامين د مما تسبب في حدوث تشنجات وحركات غير إرادية بعد الولادة، لأن أمهاتهم لديهن مستويات منخفضة من الفيتامين، فالسيدات أكثر عرضة لنقص فيتامين دال من الرجال، وكذلك أثناء جائحة كورونا وجدوا أن الأعراض أكثر خطورة لدى أولئك الذين لديهم مستويات منخفضة من فيتامين دال، فقد أظهرت دراسة إيطالية أن حوالي %42 من المرضى بكورونا، الذين يعانون من نقص حاد في فيتامين (د) ماتوا بعد عشرة أيام في المستشفى. في المقابل، توفي %5 فقط من المرضى بالفيروس نفسه الذين لديهم مستويات كافية من فيتامين (د).
لو أن فيتامين دال ليس مهمًا إلا لصحة العظام لوجب تناوله، لمنع هشاشة العظام والكساح، ومن المهم مراعاة وقت تناوله، فتناول فيتامين دال مع وجبة دسمه يعزز من امتصاصه، مما يؤدي إلى زيادة مستوياته في الدم بنحو %50 بعد شهرين إلى ثلاثة أشهر، والجرعة الموصى بها للبالغين هي 600 وحدة دولية مرة واحدة في اليوم.