‘في مرحلة التجارب’.. استشاريون: الدم الصناعي بديل واعد يحاكي الوظائف الحيوية للطبيعي

0

قال استشاريون في علم أمراض الدم إن التجارب الطبية في مجال تصنيع البدائل الصناعية للدم، تهدف إلى ابتكار مواد تحاكي الوظائف الحيوية للدم الطبيعي.

وأشاروا في تصريحات لـاليوم إلى أن زيادة الحاجة إلى مشتقات الدم؛ أسهمت في وجود بيئة إيجابية لتطوير هذا المجال بشكل أكبر، وفق معايير محددة في مقدمتها مأمونية الاستخدام، والتوافق مع الجسم البشري، والقدرة على نقل الأكسجين، وامكانيه التخزين لفترات طويلة وفي درجات حرارة مختلفة.

بديل في حالات الطوارئ

قالت المستشار العلمي ونائب رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لطب وخدمات نقل الدم د. سلوى إبراهيم هنداوي: الدم الاصطناعي بديل للدم البشري، ويمكن استخدامه في حالات الطوارئ حينما يعاني المريض فقدانًا كبيرًا للدم، وهناك عدة أنواع من الدم الاصطناعي يجري تطويرها حاليًا، مثل تلك القائمة على الفلورو كربونات (PFCs)، وحملة الأكسجين القائمة على الهيموغلوبين (HBOCs)، والدم المستمد من الخلايا الجذعية بشكل عام.

وأشارت إلى أن تطوير الدم الاصطناعي يستمر بهدف توفير بديل آمن وموثوق فيه للدم البشري عندما يكون ذلك ضروريًا.

وأضافت: يمكن استخدام الدم الاصطناعي في الحالات التي قد لا تكون فيها عمليات نقل الدم التقليدية متاحة على الفور أو غير مناسبة للمريض، ويمكن أن يشمل ذلك الحالات التي يكون فيها المريض لديه فصيلة دم نادرة، أو عندما لا يكون هناك وقت كاف لتحديد فصيلة دم المريض.

وتابعت: من حيث السلامة، لا يزال الدم الاصطناعي يُعد علاجًا تجريبيًا، ولم يُوافق عليه بعد للاستخدام الروتيني، والتجارب السريرية جارية لتقييم سلامتها وفعاليتها، في حين أن بعض الدراسات المبكرة أبلغت عن نتائج واعدة، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لضمان سلامة الدم الاصطناعي قبل اعتماده على نطاق واسع.

شاهد ايضا  يعمل هاتف Moto G Power 5G بمعالج Dimensity 930 بسعر يبدأ من 300 دولار أمريكي – وظائف السعودية

وأكدت أن الدم الاصطناعي ليس بديلًا عن التبرع بالدم بانتظام، ولا يزال التبرع بالدم أمرًا بالغ الأهمية لتوفير العلاجات المنقذة للحياة للمرضى المحتاجين.

نقص الإمدادات والتكلفة أبرز معوقات نقل الدم البشري

قالت استشاري علم أمراض الدم في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر د. حنان الدعيلج: الدم مادة مهمة للغاية للحفاظ على حياة الإنسان، تتمثل إحدى وظائفه الرئيسية في نقل الأكسجين من الرئتين إلى جميع أنسجة الجسم لتلبية متطلبات التمثيل الغذائي، والعديد من الظروف مثل الحوادث والجراحة وغيرها من الأسباب قد تؤدي الى فقدان الدم بشكل كبير، ويمكن أن يكون نقل الدم البشري إنعاشا لمثل هذه الظروف.

وأضافت: مع ذلك، فإن له العديد من المعوقات بما في ذلك نقص الإمدادات، ووقت وتكلفة تجميع الدم، ومتطلبات التخزين الخاصة والمشكلات المتعلقة بالتخزين، وضعف قابلية النقل، ومخاطر التلوث، ومخاطر نقل الأمراض المعدية، ومضاعفات انحلال الدم والمناعة، وقصر العمر التخزيني للدم.

وتابعت: هذه العوامل تمثل تحديات كبيرة لاستخدام الدم البشري في السياقات العسكرية والمدنية، وتولد الحاجة إلى العلاج ببدائل الدم الصناعية لتلبية الحاجة الطبية الطارئة للإنعاش، وتعزيز نقل الأوكسجين، وتفادي تلف الأنسجة والأعضاء.

فوائد المنتجات البديلة للدم البشري

أضافت الدعيلج: يعمل الباحثون على صنع وتطوير منتجات بديلة للدم البشري ذات فوائد كبيرة، كالتخزين في درجة حرارة الغرفة مع فترة صلاحية طويلة، وعدم انتقال الأمراض المعدية، والتوافق الشامل دون الحاجة إلى تصنيف الدم، وإيصال الأكسجين المحسن، وتوفير إمدادات كبيرة، وعدم وجود آثار مناعية.

وأردفت: هناك فئتان رئيسيتان من علاجات الأكسجين: ناقل الأكسجين القائم على الهيموجلوبين، إذ يرتبط الأكسجين والهيموجلوبين تساهميًا، وناقل الأكسجين القائم على الكربون المشبع بالفلور، إذ يُذاب الأكسجين داخل جزيء الكربون المشبع بالفلور.

واستطردت: حصل منتج الهيموبيور وهو أحد نواقل الأوكسجين الصناعية القائمة على الهيموجلوبين، على الموافقة للاستخدام السريري في البشر في جنوب إفريقيا في عام 2001، وفي روسيا في عام 2006، بينما منحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية منتج الهيموبيور وصولًا موسعًا في الولايات المتحدة.

شاهد ايضا  الصين تتفوق على الغرب في التقنيات الحساسة والناشئة

وتابعت: جرى تقييم الهيموبيور في تجارب القلب البشري، وأظهر زيادة في الأوكسجين والتروية التاجية، كما أظهر نتائج ايجابية في امداد الأنسجة الدماغية بالأكسجين، ويبدو هيموبيور آمنًا في المرضى الذين تقل أعمارهم عن 80 عامًا، والذين لم يكن لديهم مرض حاد سابق.

وقالت: كما أظهر فعاليته في إمداد الأكسجين لأنسجة الكلى والكبد، ما يجعل من الممكن أن يحل محل خلايا الدم الحمراء المعبأة في زراعة الأعضاء، كذلك حصلت الموافقة على منتج بيرفتوران، وهو منتج قائم على الكربون المشبع بالفلور، للاستخدام السريري في روسيا والمكسيك.

وأشارت الدعيلج إلى أن جهود البحث مستمرة لعدة عقود منذ الثمانينيات، لكن لا يوجد حتى الآن بدائل للدم مقبولة للاستخدام على نطاق واسع، ونأمل أن تشهد السنوات العشر أو العشرين القادمة بداية لنمو هائل في صناعة وانتاج بدائل الدم الصناعية.

الوظائف الحيوية للدم الطبيعي

قالت استشاري امراض الدم، عضو هيئه التدريس في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل د. لولوة سعد الراجح: تعددت التجارب الطبية في مجال تصنيع البدائل الصناعية للدم، وتهدف في أغلبها إلى ابتكار مواد تحاكي الوظائف الحيوية للدم الطبيعي.

وتابعت: لعل من أبرز الدوافع التي دعت إلى إنتاج مثل هذه المواد، ظهور أمراض كالإيدز ومرض جنون البقر، كما أن ازدياد الحاجة إلى مشتقات الدم أسهمت في وجود بيئة إيجابية لتطوير هذا المجال بشكل أكبر.

وأضافت: تجري عملية تصنيع الدم الصناعي بطرق مختلفة، من أهمها تحفيز نوع معين من الخلايا الجذعية التي تنتج خلايا الدم المطلوبة، ويجري تصنيعها في المعامل تحت معايير محددة، أولها كونه آمنًا للاستخدام ومتوافقًا مع الجسم البشري، وثانيًا قدرته على نقل الأكسجين وإطلاقه بسهولة، وثالثًا إمكانية تخرينه لفترات طويلة وفي درجات حرارة مختلفة.

شاهد ايضا  أسعار الطاقة: انتقادات شديدة في بريطانيا بعد إعلان شركة بريتيش بتروليوم تحقيق أرباح كبيرة

قدرة الدم على مكافحة الجلطات

أردفت الراجح: تعمل العديد من الشركات على إنتاج بديل دم اصطناعي آمن وفعال، لكنها قد تعاني قيودًا معينة، منها أن هذه البدائل قد لا تحاكي قدرة الدم على مكافحة الجلطات.

واستطردت: من المتوقع أيضًا أن تكون هذه البدائل أعلى تكلفة من الدم الذي يحصل عليه المرضى عن طريق التبرع التقليدي، لذا من الممكن أن يقتصر استخدامه على حالات من ذوي فصائل الدم النادرة فقط لصعوبة الحصول عليها، ورغم ذلك، لا يزال الوصول إلى الإنتاج الغزير للدم الصناعي لم يتحقق فعليًا حتى الآن، وما زال هناك وقت أمام تحقيق ذلك على أرض الواقع.

Leave A Reply

Your email address will not be published.