- جيمس غريغوري وفرانك غاردنر
- بي بي سي
آخر تحديث قبل 44 دقيقة
نشرت وزارة الدفاع الروسية صورا لمركبات عسكرية غربية منها عربات هامفي أمريكية تركها المهاجمون خلفهم
نأت الولايات المتحدة بنفسها عن التوغل داخل روسيا من جانب مسلحين تقول موسكو إنهم عبروا من أوكرانيا.
وقالت موسكو إن الهجوم انتهى بهزيمة “المتمردين المسلحين” الذين دخلوا أراضيها.
وتعرضت أجزاء من منطقة بيلغورود الحدودية لهجوم يوم الاثنين، في واحدة من أكبر الغارات عبر الحدود منذ غزو روسيا لأوكرانيا العام الماضي.
ونشرت روسيا في وقت لاحق صورا لمركبات عسكرية غربية الصنع مهجورة أو متضررة، ومنها عربات هامفي أمريكية الصنع.
وأظهرت إحدى صورها مركبة محطمة كتب على جانبها عبارة “من أجل باخموت” باللغة الروسية. يبدو أن هذا يشير إلى المدينة الأوكرانية التي تقول روسيا إنها استولت عليها مؤخرا، وهو ادعاء نفته كييف.
وأصرت الولايات المتحدة على أنها لم “تشجع أو تدعم الضربات داخل روسيا”.
واعترف متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بوجود تقارير “تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي وأماكن أخرى”، تتحدث عن استخدام أسلحة قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا، لكنه قال إن بلاده “تشك في هذا الوقت في صحة هذه التقارير”.
وأضاف متحدث الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، في إفادة صحفية يوم الثلاثاء: “الأمر متروك لأوكرانيا لتقرر كيفية إدارة هذه الحرب”.
تم إخلاء قرى في بيلغورود القريبة من الحدود الأوكرانية بعد تعرضها لنيران القذائف. وتقول روسيا إن 70 مهاجما قتلوا وأصرت على أن المقاتلين أوكرانيين.
ومن جانبها نفت كييف تورطها، وقالت إن مجموعتين روسيتين شبه عسكريتين تعارضان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كانتا وراء التوغل داخل الأراضي الروسية.
أدى توغل يوم الاثنين إلى إعلان موسكو عملية لمكافحة الإرهاب، ومنح سلطات المنطقة سلطات خاصة لتضييق الخناق على الاتصالات وتحركات المهاجمين.
صورة لمركبة عسكرية مكتوب عليها “من أجل باخموت” دمرتها القوات الروسية
ولم تُرفع الإجراءات إلا بعد ظهر اليوم التالي، وحتى في ذلك الوقت، كانت إحدى المجموعات شبه العسكرية تدعي أنها لا تزال تسيطر على ما قالت إنه “قطعة صغيرة، لكنها جزء من الوطن الأم”.
وقال فياتشيسلاف غلادكوف، حاكم بيلغورود، إن مدنيا لقي حتفه خلال أعمال العنف وإن آخرين أصيبوا.
وفي تطور لاحق، قال غلادكوف مساء الثلاثاء، إن بيلغورود تعرضت لهجوم جديد من طائرة مسيرة أسقطت عبوة ناسفة وألحقت أضرارا بسيارة، لكن تم إسقاطها بدون خسائر جديدة.
ولم يتم التحقق من مزاعم الطرفين المتقاتلين بشكل مستقل، لكن أي هجمات على الأراضي الروسية تثير توتر قادة الناتو. وقد يأتي التطور الأخير في صالح كييف.
“هؤلاء مواطنون روس”
قالت وزارة الدفاع الروسية إن “وحدة من التشكيل القومي الأوكراني” اجتاحت الأراضي وكانت مسؤولة عن قصف عنيف على حاجز تفتيش كوزينكا وأجزاء أخرى من المنطقة القريبة.
وزعمت وزارة الدفاع إنها طردت بقية المقاتلين باتجاه الحدود الأوكرانية، بعد قتل “إرهابيين أوكرانيين” بالقصف المدفعي والجوي.
إلا أن مسؤولين أوكرانيين قالوا إن المهاجمين روس، وإنهم ينتمون إلى جماعتين معروفتين بفيلق الحرية الروسي وفيلق المتطوعين الروسي.
وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار، للقناة الأوكرانية إن “هؤلاء هم مواطنون روس ويريدون تغيير النظام السياسي في البلاد”.
وقالت جماعة “فيلق تحرير روسيا” عبر موقع تويتر الإثنين إنها “حررت كامل قرية كوزينكا الحدودية، وإن وحداتها وصلت حتى بلدة غرايفورون نحو الشرق”.
وأضافت الجماعة أنها ستواصل القتال لتحرير منطقة بيلغورود وأن القوات الروسية لا تستطيع اعتراضها.
بينما نشرت جماعة “فيلق المتطوعين” بعد ظهر يوم الثلاثاء، مقطع فيديو لمقاتليها أثناء اتجاههم نحو ما بدا أنه نقطة تفتيش، وقالت إنها لا تزال تسيطر على “قطعة صغيرة من وطننا”.
وأبلغت المجموعتان الروسيتان محطة سوسبيلين الإذاعية العامة في أوكرانيا، أنهما كانتا تعملان على إنشاء “منطقة منزوعة السلاح على الحدود مع الاتحاد الروسي، لن يتمكنوا من قصف أوكرانيا انطلاقا منها”.
هجوم قد يخدم الرواية الروسية
قد يشكل التوغل عبر الحدود حرجا لموسكو، وهو يخدم إلى حد ما أوكرانيا من خلال تعويضها نوعا ما بعد فقدان السيطرة على باخموت بعد شهور من القتال العنيف والدامي.
أظهرت صور تحققت منها بي بي سي تحليق طائرة مروحية في سماء بيلغورود
ومن المحتمل أيضا أن تكون هذه العملية جزءا من عمليات أوكرانيا، قبل هجومها المضاد القادم، بهدف سحب القوات الروسية بعيدا عن الجنوب، من حيث يُتوقع أن تهاجم كييف.
لكنه ليس من المرجح أن يلقى هذا التطور ترحيبا في الغرب.
فالأسلحة بعيدة المدى التي قدمها حلفاء الغرب لكييف لا تزال – رغم عدم استخدامها في هذا الهجوم – مشروطة بعدم استخدامها لضرب أهداف داخل روسيا.
ورغم النفي الرسمي الصادر عن كييف، فمن الصعب التصديق بأن الهجوم انطلق دون مساعدة من الاستخبارات العسكرية الأوكرانية.
وقد يخدم ذلك رواية الكرملين بشأن الهجوم على سيادة روسيا من قبل “قوى خبيثة” مدعومة من الغرب.
ومن المرجح أن تدعم هذه الرواية بتقارير حول أن المشاركين في الهجوم على علاقة باليمين المتطرف، لتعزيز مزاعم موسكو بأنها تحاول أن تخلص أوكرانيا من النازيين الجدد.
آلاف النازحين
وقال حاكم بليغورود إن عدة أشخاص جرحوا خلال القتال، بما في ذلك مدنيان كانا يفران من منزلهما.
وتحدث عن إجلاء الناس من عدة قرى، وحذّر الذين غادروا منازلهم من العودة حاليا، مع تنفيذ القوات الروسية ما وصفه بعملية “تطهير”.
وأضاف أن الدفاعات الجوية أسقطت مسيرات خلال الليل، ألحقت أضرارا بالمباني.
وأقيمت ملاجئ مؤقتة في منطقة غرايفورونسكي لما يقارب 9300 شخص من النازحين، وفق ما أعلنت السلطات المحلية.
وتحققت بي بي سي من أن بناء يستخدمه جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، كان من بين الأبنية التي طالها القصف. ولم تتضح بعد الأضرار التي أصابت هذا المبنى.